• اخر الاخبار

    3/25/2015

    العلاقة بين الماسونية والنورانيون وبين البروتستانتية(المسيحية الصهيونية)


    من الخطأ أن نتحدث عن الصهيونية المسيحية دون الحديث عن للكنيسة البروتستانتية. فكلاهما يمثل الاخر, رغم المحاولات الكثيرة من قبلهم بإبعاد هذه الصفة عنهم.

     فتارة يزعمون بأن المسيحية الصهيونية سبقت البروتستانتية بعدة قرون. وتارة يزعمون بأن لكليهما أهداف أو غايات مختلفة. حتى أنهم دخلوا في عداء سمج ظاهر بأنه غير حقيقي لإبعاد شبح التوأمة بينهما.

    القس الألماني مارتن لوثر هو الذي أنشأ الطائفة البروتستانتية في منتصف القرن السادس عشر حين تمرد على الكنيسة الكاثوليكية. فقام بتأليف كتاب غريب جدا في عام 1523م  أسماه: " عيسى ولد يهوديا" ....أدعى فيه وقال :

     "إن اليهود هم أبناء الله وإن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات من مائدة الأسياد".

    وبعد ذلك عمل على استمالة اليهود في نفس الفترة والتي تعتبر هي الميلاد الحقيقي للمسيحية اليهودية. ففي إحدى محاضراته قال:

    " أفضل أن أكون خنزيرا على أن أكون مسيحيا"...... وزعم أن المسيحية الحق يجب أن تدرس باللغة العبرية لأنها هي كلام ألله.

    كما أن الصهيونية المسيحية فقد تبنت الفكرة الصهيونية، تحت شعار أن الصهيونية المسيحية إنما هي  حركة مسيحية قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين على أنه شعب ألله المختار  و أن سيادة اليهود على الأرض المقدسة في القدس إنما هي مشيئة الله ووعده لهم في كتبهم المقدسة.

    والمثير للسخرية أن البروتستانتية نفسها انقسمت على نفسها الي البروتستانت الأمريكيين و البروتستانت الأوروبيين وبالذات الانجليز فيما بعد.

    و عندما هاجر المهاجرين الأوروبيين البروتستانتيين أرض العالم الجديد أو  الولايات المتحدة الامريكية ، فقد شبه هؤلاء المهاجرين البروتستانت  أنفسهم بالعبرانيين القدماء وأسموا هذه الاراضي التي وطؤها  القدس الجديدة أو اورشليم الجديدة.

    لقد كان هؤلاء المهاجرين مسلحين بنظريات مارتن لوثر لحركة الإصلاح الديني في أوروبا التي ألغت وصاية الكنيسة الكاثوليكية,فجعلت من العهد القديم أو التوراة هو المرجع الأعلى والوحيد  للبروتستانتيين.

    وقد تمثلت العنصرية الشديدة اتجاه معتقداتهم بتعصبهم للعرق اليهودي والتنصل من أن اليهود,هم من (صلب) المسيح وضمروا العداء له ولأتباعه.

     وتجد ذلك واضحا بالتالي:

    - يؤمن البروتستانت بأن اليهود هم شعب الله المختار وأنهم الشعب المفضل عند ألله. وأن العالم كله يجب أن لا يتعدى كونه عبدا عند أسياده اليهود, حتى المسيحيين البروتستانت أنفسهم. لذلك تجد التعصب الامريكي الغير مبرر لقيام دولة اسرائيل والمذل لدولة عظمى والذي جعلها تساق وبغباء شديد من ثلة من النورانيون اليهود والماسونيون البروتستانت الذين يسيطرون علي جميع  روافد الحياة في الولايات المتحدة.

     وتجد أيضا ذلك دارجا وبشكل واضح أيضا في الدول الاوروبية التي تدين بالمذاهب البروتستانتية أو العلمانية الالحادية.

    - يؤمن البروتستانت بأن المسيح لن يعود طالما أن اليهود مازالوا مشتتين خارج فلسطين.ومن الطبيعي أن تتوفر كافة الشروط الالهية بالنسبة لهؤلاء القوم ....بأن يتوفر العامل الرئيسي وهو إعادة بناء هيكل سليمان بعد هدم المسجد الأقصى طبعا.

    فأصبح الانتماء الأمريكي مرتبطا ارتباطا مباشرا بمدى انتماء هذا الامريكي المغلوب على أمره بالصهيونية العالمية.

    من العدل أن نقول هنا أن المواطن الأمريكي العادي يتسم بكمية غير معقولة من الغباء العقائدي والسياسي. فبكل الحريات المعطاة له والتي كفلها له الدستور الامريكي, فما زال يضع رأسه في الرمال كالنعام وهو يرى كيف أن أمة كاملة تعد نفسها القوة العظمى في العالم, تدار من مجموعة من الصهاينة المسيحيين المتشددين لإسرائيل واليهود.

    و الغريب أن هؤلاء الامريكيون الذين يديرون دفة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية  لا يكنون أي ولاء للولايات المتحدة الامريكية نفسها. بل وتجرها إلى حروب ومجازر راح ضحيتها الملايين من الأرواح الامريكية على مدى حربان عالميتان وحرب كوريا و فيتنام و احتلال العراق وأفغانستان.

    ومن العجب أن لا تسمع أصوات مسموعة تتساءل عن الأسباب ألتي تجعل دولة مثل أمريكا تتداعى بالديون المثقلة على كاهلها والتي تقدر بالتريليونات من الدولارات لحفنة من بارونات وعائلات لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة ...... علما بأن هذه العائلات عن بكرة أبيها هي عائلات يهودية ماسونية مسيحية صهيونية لا تأبه أبدا بالشعب الأمريكي أو بمصالحه الشخصية.

    يقدر عدد أتباع الصهيونية المسيحية داخل الولايات المتحدة بأكثر من 55 مليون أمريكي, مدعمة بألة اعلامية هائلة تسيطر على كل الأعلام الامريكي. اخترقت جميع المجتمعات الامريكية بجميع تكتلاتها. بل واخترقت جميع مراكز القوى السياسية في البنتاجون والكونجرس والبيت الأبيض طبعا. فاستفردت بالقرار الأمريكي. وأطفأت النور على الشعب الأمريكي وتركته في سبات عميق.

    أما الصهيونية المسيحية في أوروبا فحدث ولا حرج......

    ففي القرن السابع عشر بدأت ظاهرة "إحياء السامية" كما أسماها المؤرخ اليهودي "سيسيل روث" تكتسب الاعتراف في الأوساط الرسمية, وانتشرت بعد ذلك بين عامة الشعب بعد أن تم سن القوانين الخاصة بها.

    وهو ما أدى في النهاية إلى قبول التفسير اليهودي للكتب المزورة الخاطئة المسماة بالعهد القديم ، وخصوصا تلك التي تتعهد  بمستقبل استعادة اليهود لفلسطين. وأيضا ربط عودة المسيح بتجميع اليهود جميعا في فلسطين وأقامه المعبد المزعوم أيضا. وذلك تعاطفا مع اليهود علي أنه  شعب الله المختار.

      ان هؤلاء المسيحيون الاصوليون المتصهينون المتطرفون يعتبرون أن دعم  إسرائيل هو  واجب شرعي مسيحي واجب، كما أنهم يتقدون أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبل عاصمة الحكومة الواحدة التي ستحكم العالم كله، كما أنها تمول توسعة وبناء  المستوطنات اليهودية للمتطرفين اليهود في وسط القرى والمدن العربية لنشر الفرقة والكراهية للعرب والمسلمين حتى يمكن بعدها التخلص من العرب بطردهم من تلك الاراضي وبمختلف الطرق الغير قانونية .

     كما أنهم هم أول من أنشأ جميع الجمعيات الصهيونية المتطرفة المتخصصة في الحث علي هدم المسجد الأقصى وهدم جميع القرى المحيطة بهذا المسجد والعمل علي تأسيس اللبنة الاولي في اقامة هيكل سليمان المزعوم.

    إن العلاقة بين البروتستانتية والماسونية هي علاقة قوية. بل أن كلاهما خرج من رحم واحد. الكنيسة البروتستانتية والماسونية تكنان العداء  ضد الكنيسة الكاثوليكية ..... كما أن كلاهما يرجع أصوله أيضا إلى فرسان المعبد .....  بل أطاح البروتستانت بكل ما له صلة ببابا الفاتيكان، وبالكثير من الأصول الكاثوليكية، كوساطة البابا، وحق الاعتراف للكاهن بالخطايا، وسلطة الحرمان البابوي.

     كما  أن العلاقة الوطيدة ما بين الماسونية والبروتستانتية كانت لها دور كبير في الثورة الفرنسية والايطالية و في تقليص دور الكنيسة البابوية في أوروبا.

     فقد أطاح فرسان الهيكل وبمساعدة البروتستانتيين  بالنظم الملكية والكنسية في أوروبا، وأطاحوا أيضا بجميع القواعد والنظم  الاجتماعية والاقتصادية لكل أوروبا ،  وحققوا الانتقام من فرنسا والملك  فيليب الذى حرقهم و  أبادهم  و شرَّدهم إلى أسكوتلندا ومالطا. وصادر أموالَهم وقتل زعيمهم.

    ثم انتقموا من الفاتيكان  الذي أصدر تلك الفتوى بفرسان الهيكل التي وضعتهم على منصات المقصلة وحفر النار, وذلك  بأن أقاموا الثورة على الفاتيكان فحدوا من سُلطته البابوية الروحية والسياسية, متهمة إياه بقتل العلماء وطلبة العلوم الدنيوية.

    ان المسيحية المتطرفة الإنجيلية أو الصهيونية المسيحية تؤمن أن هناك ثلاثة إشارات إلهية يجب أن تتحقق وأن تتحول الي أرض الواقع قبل أن يظهر المسيح الدجال و يعود بعدها المسيح إلى الأرض، وهي:

    -  قيام دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وأن تتحقق نبوءة المسيح كما يزعمون بأن اسرائيل سيتحقق لها السيطرة على أرض الميعاد في فلسطين المحتلة. وهي التي ستكون النواة الاولي في قيام النظام العالمي الجديد.

    - امتلاك مدينة القدس، وأن تكون هذه المدينة المقدسة هي المركز الرئيسي لحكومة العالم الواحد والنظام العالمي, وأن تكون هي القاعدة التي ينطلق منها اليهود للسيطرة علي العالم.

    - إعادة بناء هيكل سليمان (المزعوم). وهو الهيكل الذي يزعم بأن المسيح لا يمكن أن يعود إلا إذا تم بناء هذا الهيكل. وهذه الخرافة اليهودية عن بناء هذا الهيكل أو حتى خرافة وجوده قد تم اثبات كذبها, حيث أن هذه الخرافة ذكرت أول مرة بعد ولادة المسيح بأكثر من ألف عام علي الاقل.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: العلاقة بين الماسونية والنورانيون وبين البروتستانتية(المسيحية الصهيونية) Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top