الخطاطة أعلاه تلخص أصول الماسونية و علاقتها ببعض المنظمات و الايديولوجيات
يظهر من الخطاطة كيف تكونت الماسونية انطلاقا من مجموعة معتقدات وثنية قديمة كانت لدى الفراعنة و البابليين و الاغريق و غيرهم مرورا بالكابالا ثم الغنوصية ثم فرسان الهيكل أو المعبد ثم حركة الصليب الوردي و انتهاء بالمتنورين
و تظهر الخطاطة بوضوح أن الماسونية هي المسؤولة عن ظهور حركة العصر الجديد و هي أيضا التي اخترعت الشيوعية. من جهة أخرى يتضح ارتباط النخبة السياسية و الاقتصادية التي تسيطر على العالم بالماسونية
الكابالا :
الكابالا أو القبالة كلمة يهودية تعني الاستقبال.و الكابالا في الأصل عبارة عن تعاليم باطنية تناقلها اليهود خاصة عن البابليين جيلا عن جيل تتضمن أساطير قديمة بخصوص الألوهية و الخلق و الكون و تنبني الكابالا على أسرار خفية غايتها الوصول الى الحقيقة المطلقة و الى معرفة ما لا يدركه عامة البشر خاصة من الغيبيات ففيها تأويل باطني محرف لكتاب العهد القديم. و الكابالا تعتمد على السحر و التنجيم و التشفير و هي من أصول الماسونية. يقول الماسوني الشهير ألبرت بايك عن الكابالا.الكابالا هي مفتاح الماسونية كلها و مفتاح العلوم الباطنية.والغنوصيون ولد من القباليين.
الغنوصية :
الغنوصية مصطلح اغريقي الأصل و معناه المعرفة. يشرح ألبرت بايك ماهية الغنوصية كالتالي :اشتق الغنوصيون معتقداتهم و أفكارهم الرئيسية من أفكار أفلاطون و فيلون و من كتاب الأبستاق و من الكابالا و الكتب المقدسة في مصر و الهند و من ثم أدخلوا الى صدر المسيحية التأملات الكوزمولوجية و الثيوصوفية التي شكلت القسم الأكبر من الديانات الشرقية القديمة اضافة الى المعتقدات المصرية و الاغريقية و اليهودية التي تبناها الافلاطونيون الجدد في الغرب
آمن قسم من الغنوصيين بأن الرب الأعلى و هو الأب له ابنان هما شيطانئيل و المسيح و أن شيطانئيل كان له سلطة حكم السماء لكنه لم يتفاهم مع الأب فتم طرده و عندما سقط من السماء خلق العالم المادي بصورة مشابهة للعالم العلوي ثم خلق الانسان. و عندما جاء المسيح ليرشد البشر الى الجنة لم يقو على تخليص البشر و بالتالي فانه لا يملك القوة التي هي عند شيطانئيل. من ثم تكون النتيجة هي أن الايمان بالمسيح وحده غير كاف بل يجب عبادة شيطانئيل و هو الشيطان خالق الانسان. بهاته الطريقة أصبحت جميع أشكال الغنوصية تقدس الشيطان في حين تتنكر لتعاليم المسيح و ستصبح الغنوصية هي العقيدة التي سيؤمن بها فرسان المعبد خلال القرن الثاني عشر
أصول الماسونية :
فرسان الهيكل أو المعبد تنظيم عسكري ديني تأسس سنة 1118 م بالقدس على يد 9 فرسان فرنسيين خلال الحملات الصليبية و كان هدفهم المعلن هو حماية الحجاج المسيحيين القاصدين لزيارة الأراضي المقدسة. اقتصر التنظيم على الفرسان فئة النبلاء لكنه توسع فيما بعد و أصبح رسميا تحت حماية البابا سنة 1128. بعد سقوط القدس في أيدي المسلمين سنة 1187 انتقل التنظيم الى أوروبا و أصبح أعضاؤه يملكون ثروات هائلة. و كان أعضاؤه قد بدأوا مسبقا بالانحراف عن المسيحية متأثرين بأفكار الغنوصية و عقيدة الحشاشين و الاسماعيلية فأصبحوا يعبدون الشيطان و يمارسون اللواط و مختلف أنواع الفساد و أصبحوا يريدون السيطرة على العالم. انكشف أمر فرسان المعبد لدى ملك فرنسا فيليب الرابع فأمر باحضارهم و اعترفوا بمختلف الجرائم التي كانوا يقومون بها. أمر الملك الفرنسي بملاحقة جميع أعضاء التنظيم و اعتقالهم بتهم التآمر و عبادة الشيطان فتم احراق 54 عضوا فرنسيا و هم أحياء سنة 1310. و في سنة 1314 تم القبض على جاك دي مولاي زعيم التنظيم الشهير فأحرق حيا. فر مجموعة من الأعضاء الى البرتغال حيث أظهروا الولاء التام للمسيحية في حين كانوا يعبدون الشيطان سرا و بدأوا بتأسيس محافل في أوروبا و كانت هاته هي بداية الماسونية الحديثةالصليب الوردي :
يقال ان بعض فرسان المعبد دخلوا في تنظيم جديد أسموه الصليب الوردي و لا يعرف بالتفصيل كيف بدأ عمل التنظيم السري لكنه تأسس في أواخرالقرن 14 و لم يظهر فعليا الا في أوائل القرن السابع عشر حيث روج لفكرة أن التنظيم من تأسيس شخصية أسطورية في الواقع اسمها كريستيان روزنكرويتس. و تقول هاته الأسطورة أن كريستيان سافر الى مصر و سوريا لدراسة العلوم الباطنية ثم عاد الى أوروبا لتنوير الناس بما تعلمه لكنه لم يستقبل بحفاوة و هي دلالة رمزية على ما وقع بالضبط لفرسان المعبد سابقا...صدق الناس هاته الأسطورة فبدأ التنظيم بنشر أفكاره الباطنية و أصبح فيما بعد يعرف بالمتنورين
البناؤون الأحرار :
بدأ أعضاء الصليب الوردي يطمحون الى المزيد من التوسع في أوروبا فتظاهروا بأنهم مجموعة خيرية و انضموا الى مجموعة من البنائين الدين كانوا بارعين في فن المعمار و كانوا يتكتمون على أسرار مهنتهم فأصبح التنظيم بكامله يسمى بالبنائين الأحرار انطلاقا من سنة 1640. و في سنة 1717 قام أعضاء التنظيم بتأسيس أول محفل ماسوني في العالم في مدينة لندن. توسع تنظيم الماسون بشكل كبير مع بداية القرن الثامن عشر و بدأوا بالتخطيط لاقامة نظام عالمي شيطاني. و النتيجة ستكون تشكيل تنظيم في قلب التنظيم نفسه و غاية في السرية سيعرف باسم المتنورين
المتنورون :
يصف المؤرخ الماسوني ألبرت ماكي المتنورين بأنهم منظمة سرية تأسست في فاتح ماي سنة 1776 على يد آدم وايزهاوت أستاد القانون في بافاريا بألمانيا. فعرف التنظيم باسم متنوري بافاريا. و كان هدفه القضاء على المسيحية و تغيير أنظمة الحكم في أوروبا. باستخدام الخداع و المكر حصل وايزهاوت اليسوعي العقيدة على دعم المحافل الماسونية في ألمانيا و انضم الى تنظيمه الكثير من الشخصيات و أصبحت له محافل في كل من فرنسا و ايطاليا و بلجيكا و هولندا و بولونيا و الدانمارك و السويد و هنغاريا. و في أوائل الثمانينات من القرن 18 استطاع وايزهاوت اقامة تحالف بين الماسونية المتنورة و عائلة روتشيلد اليهودية الثرية. نجح وايزهاوت فيما لم تفلح به جميع جهود الماسون الأوائل حيث أقنع كبار الشخصيات المسيحية بأن هدف المتنورين ليس أقل و لا أكثر من توحيد العالم تحت راية المسيح. لقب وايزهاوت نفسه باسم سبارتاكوس فيما عرف الرجل الثاني في التنظيم البارون فون نيجه باسم فيلون. و كلاهما سيعملان على اقامة نظام عالمي جديد حيث سينجح المتنورون في تحريك مجموعة من الثورات في العالم ما بين القرن 18 و القرن 20









0 التعليقات:
إرسال تعليق