• اخر الاخبار

    3/25/2015

    المافيا والماسونية

    "يجب عليك إخفاء جميع جرائمأخونك  الماسونيون .. وينبغي إن استدعوك كشاهد ضد شقيقك الماسوني أن  تتأكد من حمايته... ربما يكون من الضرورة من شهادة الزور للقيام بذلك، صحيح إنها شهادة زور، لكنك أنت تقوم بالتزاماتك. "دليل الماسونية ، صفحة 183.

    المافيا ربما هي....أفضل شكل من أشكال الجريمة المنظمة، لدرجة أن وسائل الإعلام تعتبر أن المافيا تمثل نوعا من الشر العالمي. وبل تلقبها بالأخطبوط.

     فهي بشكل مباشر أو غير مباشر تسيطر على جميع الأنشطة الإجرامية. من تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتفجرات ووصل الحد الى الإتجار بالمواد المشعة والقنابل النووية القذرة . وفي الواقع يمكن اعتبار إن المافيا المنظمة...هي منظمات لا يمكن اختراقها وتعتبر محصنة جدا  بسبب تعقيدها ودورها منذ فترة طويلة في المجتمع الذى تعمل فيه.

    إن قوة المافيا تكمن في أنها موزعة لنشاطها على  الصعيدين المحلي والدولي ، بمعنى أنها نمت إلى مستوى في جميع أنحاء العالم دون أن تفقد جذورها في المجتمعات التي خرجت منها وحافظت على كيانها المحلى معتمدة  على الجمع بين الاستمرارية والابتكار و كيفية اختيار الأنشطة الأكثر ربحية .

    وعندما قررت مجموعات من المافيا الهجرة إلى الولايات المتحدة خلال نهاية القرن التاسع عشر استطاعت المافيا أن تظهر كثيرا من المرونة الثقافية والتكيف مع الشعب الأمريكي. ولم تكن على أي اتصال مع المافيا الأوروبية إلا بعد الحرب العالمية الثانية.  حيث كونا فرعين للمافيا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ولكن احتفظت كل منهما في الحكم الذاتي لفرعها.

     في العقود القليلة الماضية نمت المافيا على المستوى الوطني والأوروبي و الدولي. واستولت على الاتجار بالهيروين في أوروبا وتركيا  والشرق الأوسط ومعظم دول أسيا .....  كما أنها وسعت نطاقها القوى  في أمريكا اللاتينية. وتطورت دوليا وذلك بأن أصبحت تستخدم قنوات دولية لغسيل الأموال في سويسرا حتى تستطيع التهرب من الضرائب المفروضة عليهم في العالم.

     في البداية كانت المافياالمنظمة موجودة فقط في الجزء الغربي من جزيرة صقلية، والآن يوجد لها فروع في كل أنحاء العالم. حيث تجد لها فروع  في كل من صقلية وايطاليا، وبلدان أوروبا والعالم .  وبالإضافة الى هذا الانتشار للمافيا ، فقد قامت بتطوير الأنشطة غير المشروعة لها. إلا إنها و بتشكيل وتعزيز مجموعات إجرامية أخرى مشابهة للمافيا أصابهم القلق. فشكلوا تحالفات مع منظمات جديدة مثل عصابات أمريكا الجنوبية والمافيا الروسية.

    إن جوسيبى مازينى هو من المؤسسين الأوائل لعصابات المافيا في إيطاليا. كما أنه لعب دورا كبيرا في الثورة الإيطالية حيث كان مازينى من قادة الثورة. وهو من أستلم زمام الامور في أوروبا وأستطاع أن يرث آدم وايزهاويت بقيادته للنورانيين بعد وفاته مما وثق علاقاته مع ألبيرت بايك أقوى شخصية ماسونية في أمريكا الشمالية.

     وكان مازينى عندما استلم زمام الجمعية السرية النورانية كان قد ساعده في اندماجها مع الماسونية في أوروبا. وكان ما زيني قد ألقى القبض عليه أول مرة في عيد ميلاده السادس عشر ، وخلال أقل من عام ، كان قد انضم لمجموعة الكاربوناري وهي  'جمعية سرية' تتألف من خليط غريب من الأرستقراطيين الذين كانت جهودهم ترمى إلى الإطاحة بالسلطات الوحشية الأجنبية من أراضيهم.

    وكان هذا يناسب تماما عقلية ما زيني ، حيث في  الكاربوناري ما زيني كان يشحذ مهاراته في الثورة والاجرام. وبعد أن ذاع صيته كون مجموعة أخرى أسماها "الإخوان" وكانوا مدربين جدا وكلهم من الايطاليين.  وأصر أن يحمل كل عضو منهم خنجرا ومسدس.

     وعندها توصل لفكرة أن يكون فاسدا حتى يسيطر....و كان دائما ما يردد أمام أعضاء مجموعته:

     "  لا ننحني الى القوانين " .....

     واعترف بحرية  ويقول:

     "إننا نطمح إلى الفساد من أجل السيادة."....من كتاب (ما زيني والجمعيات السرية ، ص 61-62) ،

    ضبط ما زيني الشاب الأعضاء الايطاليين وواصل نشاطاته الثورية ، ولم يدع مازينى أي فرصة سانحة له لتمويل أنشطته الثورية (كما يزعم). فقاموا  بسرقة البنوك ، والمجوهرات من الطبقة الأرستقراطية . أو اتخذوا أسلوب الابتزاز بإشهار السمعة السيئة لابتزاز الأموال من الأغنياء، واغتالوا من أجل المال.

    وكانوا  يقومون بجمع المال بأي طريقة ممكنة ، فاستطاعوا أن يكونوا مصدر ازعاج للسلطات لكن كانت الدولة قد وصلت الى الضعف الذى لميكن أحد أن يجرؤ على أن يعترض على مازينى وعصابته التي أصبحت بعد ذلك تسمى بالمافيا.

    مازينى كان دائما في حاجة للأموال لتمويل الثورة ولتمويل العصابة الثورية التي معه.وفي 1832 م  حانت  فرصة فريدة من نوعها لمازينىفي رسالة من صديق له أرسلها له ، وكتب له وقال :

     "شخص معين عرض قرضا بقيمة 100000 فرنك ، وأكثر من ذلك إذا كنت في حاجة إليها ، للانتفاضة القادمة. وهو يقدمها على أنه وسيط لأشخاص معينين لم يحدد أسماؤهم مقابل 25% فوائد على هذا القرض كضمان...".

     واشترطوا أن يسمح لهم  بالذهاب الى ايطاليا واجراء اتصالات مع جماعة مازينى والحديث معهم حتى يستطيعوا الحكم بأن هذه المجموعة تستحق الاستثمار بها من أجل القرض.وتبين بعد ذلك أن المرابون الذين كانوا يريدون تمويل المافيا (عصابات الثورة) هم أعضاء في الماسونية البريطانية.

     الماسونية  اجتذبت ما زيني و مازينى أجتذب الماسونية لأنهما يحتقران  الكنيسة الكاثوليكية. "وكان العداء للكنيسة  من ما زيني واضحا  وقد  هاجم الكنيسة كثيرا ، لأنها كانت تمثل جزءا من معارضته للحكم  السياسي  في ايطاليا وكان غاضبا جدا لأن الكنيسة لم تكن تدعمه ضد هذه القوى.

     هذا ما أدى به ، ، لتوصيف المسيحية باسم "الخرافة الغبية".  فحقد على الكنيسة و رجال الدين الذين جعلوا من أنفسهم أداة لطغيان الملوك.

    وعندما قامت الثورة الايطالية. لم تدم لفترة طويلة فسيطرت الثورة على إيطاليا بسبب أن التأثير الماسوني كان قد أمتد الى الثوار الايطاليين والمافيا والتي كانت هي تقود تلك الثورة.

    ولم يكن من المفاجأة أن صقلية معقل مازينى والمافيا هي كانت المنطقة الأولى في كل إيطاليا التي تم تحريرها على يد الثوار. فأتفق  الكونت كاميلو كافور ، رئيس وزراء الملك فيكتور عمانويل من بيدمونت ، ومازيني على أن تدمير البابوية كان المفتاح الوحيد لتوحيد ايطاليا......  وبعد ذلك وبنفس العام تم منح كافور ، وغاريبالدي ومازيني أعلى درجة ماسونية في  الطقوس القديمة الاسكتلندية الماسونية.

    وكانت الماسونية قد أهتمت بالمافيا عندما لاحظت القوة الهيكلية لهذه العصابة . فدعتها بشكل رسمي بأن يكون للمحافل الماسونية في كل العالم عضوان من المافيا في كل هذه الدول. ونوقشت هذه الدعوة في مؤتمر المافيا الإقليمي وقبلتها في النهاية بعد مناقشات دامت يومين ، على شرط أن المافيا هي التي  تعلم أسرار الماسونية وليس العكس. وبعد ذلك انضم الى الماسونية  جميع الرؤساء وقادة العصابات الإقليمية في أوروبا وأمريكا الشمالية.

    يقول أحد  المنشقين عن المافيا  "ألبتو ماسينى:

    "إن رجال الشرف في المافيا هم الذين يحصلون على أن يكونوا في الماسونية".

     وقال ميسينا (المنشق) عندما كان يلقى بكلمته أمام لجنة مكافحة المافيا: "وهذا ما كان يجب ألا يفلت منك ".

     وقد ذكر ذلك اللقاء في كتاب (لصوص العالم عام 1994م صفحة 73-74 ) للكاتبين ستيرلينج سيمون وشوستر ...:

     "لأنه في المحافل الماسونية  يكون  لدينا اتصال مع مجموعة رجال الأعمال ، والمؤسسات ، ومع الرجال الذين يديرون السلطة".

     في الواقع ، أضاف ميسينا ، في هذا الصدد:

     "إن الماسونية السرية أمرا إلزاميا للمافيا على الصعيد الدولي".

    إن المجموعتين الأكثر سرية في العالم الماسونية والمافيا  وقوة التحالف بينهما أصبحت واضحة المعالم بعد أن دخلوا في عالم تجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية وتجارة الأسلحة في أسيا.

     و بالفعل نسقت المافيا عملية نقل أسلحة وبكميات مذهلة الى أواسط أسيا ودول البلقان لاستعمالها في النزاع الدائر هناك أبان المجازر التي حصلت في البوسنة والهرسك. كما أن الماسونية نسقت التعاون ما بين السي أي ايه والمافيا لعمليات نقل المخدرات من أمريكا الجنوبية الى أمريكا الشمالية على طائرات خاصة تابعة للمخابرات الأمريكية لتمويل عدة عمليات داخل أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى.

    إن للنورانيين الماسونيون وبالتعاون مع المخابرات الأمريكية والكثير من المؤسسات السرية في أمريكا وأوروبا دور كبير في انتشار المخدرات وسيطرة العصابات المنظمة المسئولة عن توزيع المخدرات والدعارة وعمليات القتل المنهجية للأعضاء الذين فقدوا السيطرة عليهم .

    حتى أنك تلاحظ في أن طقوس الانضمام الى عضوية هذه العصابات المجرمة في الشوارع الأوروبية والأمريكية مستمدة و مشابهه الى حد كبير الى طقوس النورانية الماسونية ومحافلهم. كما أن المافيا وعصابات الشوارع سواء كانت عصابات مخدرات أو دعارة أو تجارة أسلحة يستخدمون نفس التسلسل الهرمى المستخدم في الماسونية النورانية.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: المافيا والماسونية Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top