• اخر الاخبار

    3/25/2015

    كيف يعمل النظام العالمي الجديد وكيف يسيطر؟


    إن عمل المتآمرين لهذا النظام واضح في الأجندات المطروحة في العالم من خلال التلاعب في العواطف البشرية وبكل بساطة، والاعتماد على عامل الخوف على وجه الخصوص. فأتقنوا عملية السيطرة على العقول البشرية بعامل الخوف وبشكل مكثف جدا خلال القرون الماضية وبشكل متقن معتمدين على أسلوب  لطالما أتبعوه ويبدو أنه أسلوب فعال وقوى وينذر دائما بنتائج جيدة. هذا الأسلوب هو ( خلق ألمشكلة، انتظار ردة الفعل،  إيجاد الحل).

    ولكن كيف يتم هذا على أرض الواقع؟ . ابحث عن الماسونية العالمية ومنظماتها السرية وجمعياتها المندسة بين الشعوب. فهي الكفيلة ببداية المشكلة. إنهم أسياد لتحفيز الاضطرابات و أساليب  الخداع المكيافيلية . هم أول من يبدأ العنصر ألأول في هذه المعادلة. إنهم أسياد خلق المشكلة.

    ودائما ما تبدأ خلق المشكلة... بداية... بتشجيع الصراع السياسي القائم على السلطة. فيقوم القائمون على هذه الجمعيات السرية وأسياد النظام العالمي الجديد بتمويل عصابات من المقاومة لخلق  فصائل المعارضة في صراع طويل مع حكومة أو إقليم أو دولة ديكتاتورية أوجدت  أصلا من نفس الجمعيات مع إيجاد البيئة المناسبة لهذه الحكومة لبناء هذا الكيان  الديكتاتوري المذل للشعب الذى يحكمه.

     ويقوم قادة النظام العالمي نفسه سرا في تسليح وتقديم المشورة لزعيم السلطة القائمة. فيقوم صراع دموي كبير بين هاتين القوتين المتناحرتين وتبدأ الاضطرابات والقتل و من ثم القتل المقابل. علما بأن هذا النظام العالمي الذى أشعل فتيل الحرب وألذى أوجد القوتين أصلا , يكون قد جنى الأرباح المالية الكبيرة  من هذا النزاع المسلح عن طريق  إقراض المال وتسليح وتوريد جميع الأطراف المشاركة في هذه الحرب.

    ... وهذه هي خلق المشكلة....

    أما ردة الفعل فتكون على الساحة العالمية من قبل وسائل الاعلام التي تسيطر عليها أيضا قادة النظام العالمي الجديد بحيث تلهب مشاعر المشاهدين  بالصور وأشرطة الفيديو و التقارير الدموية الوحشية المروعة التي يتعرض لها المدنيين الأبرياء. وتبدأ شعارات النداء من كافة أقطار العالم بالتوقف عن عمليات القتل.

    و يبدأ الناس بالرجاء من الدول الكبيرة (عادة ما تكون قادة للنظام العالمي الجديد) بأن تقوم بعمل ما. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البريئة مناديه  بأي شكل من الأشكال لإيجاد "الحل" .

    الحل هو بيت القصيد.....

     هو اللبنة الأولى في هذا التنظيم المعقد. فلكل زمان حل. ولكل مكان حل. ولكل ديانة حل. ولكل ديكتاتور حل. ولو مقاومة حل. والحل بالطبع دائما ما يكون جاهزا على الارفف.

    وهناك أمثلة كثيرة . حيث  يكون الحل عن طريق ارسال "قوات الأمم المتحدة" لحماية مسلمي البوسنة والهرسك .أو "قوات التحالف" للهجوم على القوات العراقية عند احتلال الكويت. أو بإرسال قاذفات حلف شمال الاطلسي والقوات البرية إلى كوسوفو لطرد وكبح جماح القوات الصربية، أو عدة علماء وجواسيس وعملاء للبحث  عن أسلحة الدمار الشامل. وبمجرد حفظ السلام المزعوم فلن تترك أبدا تلك المناطق التي أحتلوها .

    والفكرة هي أن يكون النظام العالمي و كل الدول الكبرى متمكن ومسيطر على  المناطق الاستراتيجية حيث يوجد احتمال  لمقاومة كبيرة في حالة  استيلاء النظام العالمي الجديد على تلك المناطق.أنظر الى التاريخ الذى تركناه ونسيناه من خلفنا. ستجد الكثير من الأمثلة التي تنطبق عليها فكرة (خلق المشكلة وردة الفعل وإيجاد الحل).

    من السهولة ربط تلك الأحداث التي مرت وخصوصا في مستهل القرن الماضي. فمعظم الحروب الكبرى ، والاضطرابات السياسية ، والكساد الاقتصادي في الماضي والسنوات السابقة,والمخطط لها بعناية وبتحريض من مكائد هذه النخب المسيطرة على النظام العالمي الجديد.

    هي تشمل الحرب الأمريكية الإسبانية (1898) ، والحرب العالمية الأولى , الحرب العالمية الثانية ، والكساد الكبير ، والثورة البلشفية عام 1917 ، وصعود ألمانيا النازية ، والحرب الكورية ، وحرب فيتنام ، وسقوط" الشيوعية السوفياتية ، وحرب الخليج عام 1991 ، والحرب في كوسوفو ،  والحربين في العراق.. حتى الثورة الفرنسية كانت مدبرة  من  عناصر من النظام العالمي الجديد . ومن هذا المنطلق نفسه سيكون من السهل جدا التنبؤ بما سيجرى في السنوات القادمة لاكتمال المخطط الذى وضعوه لنا وألزمونا بأن نكون جزء من اللعبة في تنفيذه.

    إن الفكرة في هذا النظام  هي فكرة معقدة تعتمد اعتمادا كبيرا على الدفع بالإنسان للجوء إليهم. يجب خلق الاسباب والمسببات لهذا الدفع. يجب أن يدفع إلى  اليأس من النظام الذى يعيش فيه ويكفر بالمبادئ التي تربى وعاش عليها.

      لا حريات ولا ديموقراطيات ولا دين ولا أخلاق . ولن تكون بالعصا والجزرة. سيدفع  الانسان إلى هذا النوع من الحكم برضاه. ليس لأنه أختار ذلك. ولكن لأنه هو الخيار الوحيد. لن يكون  هناك معارضة أو حزب منافس. إنه الحكم الوحيد الذى سيلجأ له.

    في 21 من  سبتمبر ، 1992  في الخطاب  الذي قدمه إلى الأمم المتحدة، قال الرئيس جورج بوش:

     "ينبغي على الأمم المتحدة تطوير وتدريب وحدات عسكرية لاحتمال قيامها بعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة.... وإذا عملت  وحدات متعددة الجنسيات  معا ، يجب ان يتدربوا  معا....  إن العمل المتعدد الجنسيات لمثل هذه القوات ومثل هيئة الأمم المتحدة  سيتطلب أيضا قيادة وتنسيق وتحكم وتشغيل مشترك لكلا المعدات والاتصالات".

    لم يكن بوش ليطالب بهذه القيادة المشتركة لتقوم بالتنسيق والتحكم والتشغيل المشترك....  لعلمه اليقين بأن هذه القوى المتمرسة والتي تندرج تحت نظامهم المزمع تكوينه أو قد تم تكوينه إنما هو نفس النظام العالمي والادارة الموحدة لهذا العالم والتي نحن بصددها الان.

    إن ذكر قادة الدول الكبرى في جميع المحافل العالمية لمثل هذه التعبيرات التي زادوا من كثافتها في الآونة الاخيرة إنما يأتي في نفس السياق... فيجب على العالم أن يتكيف مع هذه الالفاظ الجديدة .... فلنبعد عنهم عنصر المفاجأة ولنهيئهم لما هو قادم...

    فقد أصبح تعبير الاقتصاد العالمي الجديد..... والشرق الاوسط الجديد .... وإعادة بناء هيئة الأمم المتحدة .. وإعادة هيكلة الجامعة العربية ... واتحاد أفريقي جديد ... ونظام عالمي جديد ... تعبيرا طبيعيا لا يدعو إلى الاستغراب. بل ذكرها في نشرات الاخبار والكتب والمجلات والصحف اليومية والمجالس العامة أصبح يمر مرور الكرام دون التوقف عندها والسؤال عن أي جديد يتحدثون!!!!!.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كيف يعمل النظام العالمي الجديد وكيف يسيطر؟ Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top