• اخر الاخبار

    3/25/2015

    الماسونية في الدول العربية

    الخديوي توفيق بزيه الماسوني
    تعتبر الدول العربية حديثة العهد بالماسونية بالمقارنة مع دول أوروبا أو أمريكا و قد دخلت اليها خاصة مع الاستعمار الغربي و هجرة اليهود الى الأراضي المحتلة و حاليا من النادر أن تجد محفلا ماسونيا في دولة عربية و لكن حل محل هاته المحافل أندية الليونز و الروتاري و غيرها من المنظمات التابعة للماسونية.ولقد دخلت الماسونية مصر مع دخول " نابليون بونابرت " راعي الماسونية العالمية كما سنرى فيما بعد ... وانتشرت بصورة خطيرة في عهد " إسماعيل باشا " الذي عاد من فرنسا ماسونيا دما ولحما . ثم ظهرت بصورة مخيفة في فلسطين ثم لبنان وبعدها في جميع الدول العربية والاسلامية وخاصة تركيا وتونس ومصر

    الماسونية في الأردن :

    بعد أن راج في الأردن في مطلع السبعينات أن المحفل الماسوني الأردني الذي يترأسه الملك حسين قد بدأ ينسق مع المحفل الماسوني الإسرائيلي لغرض في نفس يعقوب داهمت قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مبنيين للمحفل الماسوني الأردني ..الأول في جبل عمان والثاني قرب القلعة ... وصادرت القوات المهاجمة جميع الوثائق التي وجدت في خزائن حديدية داخل المبنيين ... وقامت المنظمة بنشر نصوص الوثائق في مجلة فلسطين الثورة ( العدد المزدوج 142 و 143 الصادر في 1\2\1985 )

    كانت الوثائق تتضمن رسائل خطيرة متبادلة بين الملك حسين ورئيس المحافل الماسونية في المنطقة حنا أبو راشد الذي كان يتخذ من بيروت مقرا له ... كما تضمنت الوثائق أسماء جميع أعضاء المحفل الماسوني في الأردن حتى عام 1979 ... وتبين أن كبار رجال الدولة وضباط الجيش ورجال الأعمال فضلا عن رئيس الوزراء بهجت التلهوني كانوا أعضاء في المحفل الماسوني

    لا يستطيع أي دارس لتاريخ الأردن المعاصر أن يتجاهل تأثير الماسونية العالمية على نظام الحكم وعلى تطور الحياة السياسة في المملكة ... والمدهش أن الوثائق التي كشف عنها تبين أن كبار المسئولين الأردنيين الذين لعبوا أدوارا رئيسية في السياسة الأردنية كانوا أعضاء في المحفل الماسوني وتبين أن رئيس الوزراء سمير الرفاعي كان هو أيضا عضو في المحفل الماسوني وعثر على كتاب تكريم وتعميد الرفاعي في الخزائن الحديدية لمقر المحفل في جبل عمان

    كان المحفل الماسوني في الأردن يعرف باسم محفل النصر ... وكان ابرز قادته منير الرفاعي ... وعبد المجيد مرتضى الذي شغل آنذاك منصب وكيل وزارة المواصلات وكان لقبه " القطب الأعظم " وكان من خلال منصبه يشرف على جميع الهواتف في المملكة وبالتالي يتنصت عليها بما في ذلك هواتف الجيش ...ومنهم أيضا صلاح الدين الصلاحي وابراهيم عنز... وتبين أيضا أن عبد الرزاق الحباشنة كان من أهم قادة المحفل ... وكان المطرب توفيق النمري عضوا في المحفل ومكلفا بإحياء ليالي السمر فيه

    الماسونية في مصر :

    وحضر نابليون على رأس حملة فرنسية في عام 1798 ليدخل الماسونية ويثبت أقدامها على أرض مصر لتكون بذلك أول دولة عربية مسلمة تدخلها الماسونية في الشرق الأوسط وكان أول عمل يقوم به " نابليون " في الاسكندرية أنه كلف بعض قواد تلك الحملة وضباطها من الماسونيين الفرنسيين بتأسيس أول محفل ماسوني في الاسكندرية واطلق عليه اسم فرعوني هو محفل " إيزيس " في أغسطس عام 1798)

    و في سنة 1863 تولى اسماعيل باشا حكم مصر و كان قد انضم الى الماسونية عندما كان في فرنسا. فأصبحت الاسكندرية مركز الماسونية في مصر و انتشرت المحافل الماسونية خاصة التابعة لايطاليا بشكل رهيب ثم تحول مركزها من الاسكندرية الى القاهرة.  كان كبار المسؤولين في عهده من الماسون و اليهود على رأسهم الوريث الشرعي للحكم الأمير عبد الحليم الذي أصبح الأستاذ الأعظم للماسونية في مصر سنة 1867

    و لقد كان دخول الانجليز لاحتلال مصر بتواطؤ كامل من حاكم مصر الخديوي توفيق الماسوني و في عهد هذا الأخير كان رئيس الوزراء هو راغب بيك الذي أنشأ صحيفة الماسونية و أسس محفلين ماسونيين و أصبح أستاذا أعظم للماسونية المصرية.

    و تعتبر الماسونية هي من أدخلت الفكر العلماني الى مصر حيث كان نشر العلمانية في مصر من الأهداف الخبيثة من الحملة العسكرية الفرنسية على البلاد

    و يعتبر جمال الدين الأفغاني و تلميذه الشهير محمد عبده من أعضاء الماسونية و يؤكد ذلك كتاب اليهود و الماسون في مصر للدكتور علي شلش و أيضا دائرة المعارف الماسونية المصورة للماسوني اللبناني حنا أبي راشد و الوثيقة التالية عبارة عن طلب خطي كتبه الأفغاني بيده يرجو فيه قبوله في الماسونية.

    و مضمون طلب الانضمام للماسونية كالتالي :

    يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة و ثلاثون سنة باني ارجو من اخوان الصفا و استدعي من خلان الوفا اعني ارباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الخلل و الزلل مصون ان يمنوا علي و يفضلوا الي بقبولي في ذلك المجمع المطهر وبادخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر ولكم الفضل

    و جمال الدين الأفغاني من الشخصيات المثيرة للجدل فمنهم من يعتبره صوفيا باطنيا و منهم من يعتبره شيعيا متخفيا حيث اختلف في مكان ولادته الأصلي هل هو أفغانستان حقا أم ايران. و منهم من قال انه هو و محمد عبده انضما الى الماسونية دون أن يعرفا حقيقتها ثم خرجا منها و لكن المؤكد هو أن كلاهما ماسونيان و من المنفتحين على العلمانية و الحداثة و الاشتراكية

    و سعد زغلول المعروف بنضاله لاستقلال مصرهو ماسوني أيضا. فلقد درس على يد محمد عبده و حول الجهاد ضد الانجليز الى مقاومة وطنية تميل للتفاهم مع الانجليز و اعطائهم الامتيازات مقابل الاستقلال بسبب اعجابه بالغرب و هو من أكبر الداعمين لقاسم أمين المشهور بتحريضه على تحرير المرأة. حيث كانت زوجته صفية زغلول نفسها ناشطة نسائية. و هو مؤسس لحزب الوفد المصري و من مؤسسي نادي الأهلي و في عهد رئاسته للوزراء كان لا يزال الانجليز يقودون الجيش المصري

    و من اشهر من انتموا للماسونية أيضا الممثل المصري الشهير محمود المليجي.

    إن المحافل الماسونية تم إغلاقها في مصر لأنها رفضت أن تخضع لتفتيش وزارة الشئون الاجتماعية نظراً لأن هذا يتعارض مع ما تتطلبه الحركة من سرية وكتمان فيما يتصل بالطقوس  وقد أغلقت محافل الماسونية في مصر سنة 1965م بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل و كان عددها 29 محفلا لكن يقال بأن أنور السادات أعاد نشاط الماسونية من ادخال أندية الروتاري و الليونز حيث كانت زوجته جيهان من أشد الداعمين لهاته الأندية

    الماسونية في سوريا :

    يقال ان أول محفل ماسوني في سوريا كان في أواخر الحكم العثماني و اسمه محفل نور دمشق و قد توقف نشاطه عندما بدأت الحرب العالمية الأولى. و عندما تعرضت سوريا و لبنان للاحتلال الفرنسي عاد نشاط الماسونية و انتشرت محافل جديدة في كل من حمص و حماة و اللاذقية و حلب و أول محفل تاسس في عهد الاحتلال الفرنسي هو محفل قاسيون بدمشق سنة 1920 و كان تابعا لسلطة المحفل الأعظم الفرنسي و ترأسه حسني الجندي. ثم تأسس المحفل الأعظم السوري و انضم اليه عدة محافل في سوريا و لبنان و اعترفت به الماسونية العالمية و أول من ترأسه هو عطا بك الأيوبي

    و يشار الى أن هاته المحافل كانت تتبع الدرجات من 1 الى 18 الى حدود سنة 1941 حينما تم تأسيس المجلس الأعلى للدرجة 33 برئاسة الأستاذ الأعظم حقي بك العظم. حيث بدأت تعطى الدرجات العليا للأعضاء

    و يقال انه تم حظر الماسونية في سوريا سنة 1965 و لكن بقيت أنشطتهم مختفية عن الأنظار

    الماسونية في لبنان :

    أول محفل أنشئ في لبنان هو محفل بيروت سنة 1885 و كان تابعا للمحفل الأعظم الفرنسي ثم تلته بعض المحافل الأخرى. بعد انقضاء الحرب العالمية الأولى توسعت الماسونية في لبنان فتم تأسيس المحفل الأعظم اللبناني الذي انفصل عن نظيره الانجليزي. تأسست على اثر هذا عدة محافل هي على التوالي محفل الرشيد و محفل بيروت و محفل الاتحاد و محفل الثبات بشرق بيروت و محفل فينيقيا في جبل لبنان و محفل الميناء الأمين شرق طرابلس

    توقف نشاط المحافل اللبنانية باندلاع الحرب العالمية الثانية ثم عاد للعمل المحفل الأعظم اللبناني برئاسة سامي بك الصلح. و في سنة 1964 اعترفت الحكومة اللبنانية على عكس بعض الدول العربية بمحفل الشرق الأعظم اللبناني كسلطة عليا للماسونية في لبنان و في سنة 1975 أصبح يوجد في لبنان ما لا يقل عن 32 محفلا

    و في 19 نوفمبر من سنة 2000 احتضنت لبنان علنيا المؤتمر العالمي للماسونية و هي المرة الثانية بعد 1972

    و من أبرز الشخصيات الماسونية اللبنانية الأديب ابراهيم اليازجي المسيحي الأصل الذي كتب أبياتا يهاجم فيها الاسلام و المسيحية قائلا

    الخيرُ كلُّ الخيرِ فى هدمِ الجوامعِ والكنائسْ - والشرُّ كلُّ الشرِّ ما بين العمائمِ والقـلانسْ

    ما هم رجالُ اللهِ فيكم، بل همُ القومُ الأبالسْ - يمشونَ بين ظهورِكم تحت القلانسِ والطيالسْ

    و من الشخصيات أيضا رياض الصلح و هو أول رئيس وزراء لبناني بعد الاحتلال و سامي الصلح رئيس وزراء لبنان 9 مرات و اسكندر المعلوف و هو أديب و مؤرخ لبناني و كميل شمعون ثاني رئيس في تاريخ لبنان

    الماسونية في العراق :

    برزت الماسونية في العراق مع الانتداب البريطاني و لكن يقال ان أول محفل ماسوني تأسس سنة 1839 في مدينة البصرة على يد القنصل البريطاني مور. و وصل عدد المحافل في العراق قبل ثورة 1958 الى ما بين 10 و 18 محفلا من أبرزها محفل البصرة و محفل الفيحاء الذي كان مخصصا لمن لا يتقنون الانجليزية و محفل ما بين النهرين و محفل بابل و محفل صدق الوفا التابع للمحفل الأعظم المصري

    و بعد ثورة 1958 تم حظر أنشطة الماسونية و في سنة 1975 صوت المجلس الوطني العراقي على قانون يعتبر الماسونية مثل الصهيونية و يجرم من يرتبط بها

    الماسونية في البحرين :

    في الرابع من نوفمبر سنة 1948 منح المحفل الأعظم لاسكوتلندا تفويضا لما يقارب 30 ماسونيا بانشاء محفل ماسوني في البحرين حيث كان أكثر من نصفهم اسكوتلنديون. ثم تم اعتماد محفل جديد هو محفل سانت أندرو في 1949

    بعد خمس سنوات أصبح المحفل يضم أكثر من 150 عضوا. و في سنة 1955 تم تاسيس محفل سان جورج رقم 7389 بتمويل من محفل الكويت رقم 6810 و كان تابعا للمحفل الأعظم بانجلترا و وصل عدد أعضاء هذا المحفل سنة 1975 الى 106 أعضاء. في أبريل 1975 أصدرت وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية في البحرين اشعار حظر على جميع الأنشطة الماسونية. فأصبحت نشاطات الماسون نادرة بعد هذا التاريخ
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الماسونية في الدول العربية Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top