لنتفق مع اليهود ودستور الماسونية النورانية أن هيكل سليمان تم بناؤه قبل ميلاد المسيح ب 1000 عام . ولنتفق أيضا معهم بأن معظم الطقوس الخاصة بالماسونية. تعتمد اعتمادا كليا وبعنصرية شديدة على وجود الهيكل في القدس. فجميع محافلهم تثبت ذلك من حيث الطقوس الخاصة بهم بتقليد الدرجات والقسم والاجتماعات و القاعات. كلها تصب بوجود الهيكل و تعمل على إعادة بنائه وتحقيق الحلم!!!.
و لنتفق معهم بأن الكأس المقدس ورأس يوحنا المعمدان ووصايا موسى العشر وعصا موسى عليه السلام و. و . موجودة في الهيكل داخل تابوت العهد.
لننظر الى المخطوطات الماسونية منذ نشأتها......
حاولت الحصول على أدلة من المخطوطات القديمة على أي معلومات أو ما يشير إلى معبد الملك سليمان....!!!! نجد أنه لم يرد ذكرها في أي منها.!!!!!! وهذه المخطوطات محفوظة في كل متاحف العالم ومحافل الماسونية أنفسهم.؟؟!!!!
إن أسطورة الهيكل لا تظهر ، ولكن من خلال مرور قرون من التزوير والعبث في هذه المخطوطات ، نجدها وقد اكتسب هذا الهيكل تدريجيا أهمية استعارية و روحية لجميع الماسونيين وبل أصبح الشغل الشاغل لهم وأصبح هذا الهيكل جزء لا يتجزأ من الماسونية التي لدينا اليوم.
نجد أن هيكل سليمان أو أي معلومة عنه لم يرد ذكره في أقدم مخطوطات إلى أن نصل الى أكثرها دقة في سرد التاريخ الكهنوتيوالماسونيفي مخطوطات "الكرسي الملكي لعام 1390 ". والتي لم يذكر بها أبدا أية معلومة عن هذا الهيكل !!!!!.
أما تقاليد الطقوس المقدسة لهيكل سليمان فقد بدأت بمخطوطات " كوك لعام1410". وهى أول مخطوطة دستورية ذكر بها هذا الهيكل المزعوم. أي قبل 600 عام فقط.
والطريف هنا ليس فقط أن هيكل سليمان دخل في حيز الوجود في عام 1400م. بل يتفق معظم الخبراء على أن مخطوطات كوك قد كتبت نقلا عن النصوص المنقولة لليهود والماسونيون شفويا. أي أنها لم تكن موثقة أبدا. بل نقلت شفويا وبدون أية وثائق من فلات إلى فلان حتى وصلت الى كوك وجمعت في شكل مكتوب في 1410م.
إن "مخطوطات كوك" ، ذكر للماسونية هيكل أو معبد سليمان بشكل مقتضب وقصير جدا, ولكن الغريب جدا أنه مع كل مخطوطة تلت مخطوطة كوك , أصبح هذا الهيكل وأساطيره بارز بشكل بداية القرن السادس عشر وذلك عندما أصدر داونلاند مخطوطته في عام 1500م . فأصبحت قصة هيكل سليمان المزعومة مكتملة كما نقرأها اليوم في كتبهم وكما يطبقون طقوسه في الماسونية الحديثة.!!!
بل وان قرأت تلك المخطوطات وبكل غرابة ستجد أن هيكل سليمان المزعوم, هو الوحيد في كل أسفارهم وكتبهم ومخطوطاتهم الذي تم وصفه بدقة متناهية من حيث الارتفاع والطول والعرض والمداخل والمخارج والغرف السرية. بل أحتوى الوصف على التكلفة الاجمالية وعدد العمال الذين عملوا به, رغم أنه حتي عام 1390 لم يأت أو يتجرأ كتاب أو مخطوطة على ذكر هذا الهيكل, وبحكمة خالق تجده وبشكل تفصيلي ممل في جميع المخطوطات التي ألفت بعد ذلك.
وفقط من منطلق هذه الحقيقة وهذا الدليل الواضح في العبث في كتابة التاريخ والعبث في اعادة كتابة التاريخ نستنتج عدة نقاط مهمة:
1- هيكل سليمان لم يكن موجودا أبدا في كتب اليهود أنفسهم ولم يذكر حتى من رهبان الاسر البابلي, الذين قيل أنهم نقلوا الوصف الكامل شفويا لهيكل سليمان. والا فمن الطبيعي أن يكون ذكره لأهميته الكبيرة عند اليهود في جميع المخطوطات اليهودية الاصلية والتي لم يعترف بها كثير من المؤرخون اليهود أصلا. وذكرت أول مرة وباقتضاب شديد في بدايات القرن الخامس عشر!!!!!!.
2- ان هذا التزوير دليل كبير علي بطلان جميع الكتب والمخطوطات اليهودية التي يتداولها عامة الناس لاحتوائها علي الكثير من الاكاذيب و الهرطقات التاريخية. وقصة هيكل سليمان المزعوم خير دليل على ذلك. والكل يعلم بأن يشوع بن نون الكاذب, هو من كتب هذه الاسفار وأفترى بها افتراء عظيما.
3- ان هذا التزوير انما هو تأكيد قوي على أن كتاب التوراة المتناول من بين يدي اليهود انما هو مقصوصات وأماني يهودية ليس لها أصل أو فصل. بل هي لم تتعدى ان تكون مجموعة من الافتراءات اليهودية والاكاذيب التي تعود عليها عامة الناس من اليهود والتي تسببت في نبذهم كشعوب غير مرغوب فيهم, في معظم بقاع العالم. حيث ضجر الناس وأصابهم القرف والغثة من افتراءاتهم.
وأكبر دليل على كذب وافتراء اليهود في أن التوراة هي نفسها توراة موسي، هو ما تقوله الآيتان الخامسة والسابعة من سفر العدد:
"موت موسى خادم الرب في أرض مؤاب."
وبكل بجاحه يكذبون عن لسان سيدنا موسى ويكذبون على الله: "وكان موسى مات وعشرين سنة لما مات."!!!!!
فكيف يقول سيدنا موسى مكان موته وهو لم يمت بعد؟!!!! وكيف يقول عمره عندما مات؟!!!.
أيضا , وبما إننا أتفقنا معهم على أن هذا المعبد قد هدمه بنوخذ نصر عن بكرة أبيه , و منذ ذلك الحين اختفى كل حجر من أحجار هيكل سليمان . تظهر لنا هنا معضلة أخرى , حيث أن أول ذكر لهيكل سليمان ووجوده جاء بعد أن هدمه بنوخذ نصر ب 400 عام . علما بأن ذكر الهيكل كان وهم في المنفى في الأسر.
كما أنه يقال وبشكل غير موثق بأن هناك مخطوطة تذكر الهيكل ولكن بعد 230 عام من هدم الهيكل أيضا. وهذا يفيد بأن الكاتبان أو المؤرخان اللذان كتبا عن المعبد لم يشاهدا المعبد أو كانا في العصر الذى كان فيه الهيكل مشيد.!!!! حيث أنهم نقلوا أو زعموا بأن وجود هذا الهيكل نقل إليهم شفهيا. وهو ما يرجح بأن قصة هيكل سليمان إنما هي من نسج الخيال لهؤلاء الكتاب. علما بأن النسخ التي كتبوها لم تذكر أيشيء سوى ذكر الهيكل. وتم ترجمة النقلالشفهي بحكمة خالق إلى النسخ الجديدة وبوصف تفصيلي عن هذا الهيكل ومقاساته وتفاصيله الداخلية.
أيضا......
لقد تمت كتابة الزعم بوجود هيكل سليمان باللغة العبرية. ولكن تم ترجمتها في اللغة الحديثة, وهى من العوامل المهمة جدا. حيث اعتمدت اللغة العبرية على اللهجة التعبيرية أكثر بكثير من اللغة المباشرة مثل باقي اللغات. ومنها نستنتج أيضا, أنه لم نكن نعلم ماذا كانوا يقصدون بالهيكل في ذلك الوقت عندما ذكروه في أساطيرهم إن ذكرت أصلا.






0 التعليقات:
إرسال تعليق