كتاب : العالم في أزمة : نهاية القرن الأمريكي
تأليف : غابرييل كولكو
ترجمة : د.عمرو سلام،د.أحمد حالي،د.الطيب غوردو
مراجعة : د.عبد العزيز غوردو
الناشر: E-KUTUB LTD
تاريخ النشر: 2015
عدد صفحات الكتاب : 267
يبدو اليوم ان أزمة الرهون العقارية الأمريكية التي عصفت باقتصاد العالم كله قد باتت وراءنا، وبدلا من الكساد الذي حط رحاله لعدة أعوام، فقد بدأ مقدار من النمو يسمح بالقول ان كل شيء يعود، ولو تدريجيا، الى ما كان عليه الحال قبل اندلاع الأزمة.
الشيء نفسه يمكن ان يقال عن حروب الولايات المتحدة. فبدلا من الهزيمة المنكرة التي كانت تتعرض لها قواتها في العراق، فانها تبدو اليوم في وضع يجعل أطرافا اقليمية هي التي تحارب بالنيابة عنها، بينما تمارس واشنطن نوعا من "القيادة من الخلف".
ولكن هذه "القيادة من الخلف" نفسها، إذ تعني تراجعا في الدور، فانها تعني أيضا أن الولايات المتحدة صارت تدرك (ماديا على الأقل) أن مكانتها كقوة عظمى لا تُضارع قد باتت في حكم الماضي، وأن العالم ينفتح على تعددية تلغي الأدوار التسلطية التي كانت تمارسها كل قوة عظمى في السابق.
اما الاقتصاد الأمريكي الذي انكشف عن خلل بنيوي، فلم يمكن إصلاحه. في حين أن الأزمات الاقتصادية المحلية، التي تبعت الأزمة الاقتصادية العالمية، ما تزال تدفع ببعض البلدان في العالم (التي اتبعت نموذج الإنفاق الامريكي) الى الوقوف على حافة الإفلاس.
الفارق الوحيد بين هذه البلدان والولايات المتحدة، قد يتعلق بقدرة الاقتصاد الضخم على القيام بمناورات (ومنها طباعة المزيد من الدولارات). إلا ان هذه المناورات، إذ لا يمكنها ان تحل مشكلات (من قبيل النمو الضعيف، والديون الهائلة، والعجز التجاري المتفاقم)، فانها تُبقي كل عناصر الأزمة قائمة. و"الباراشوتات" الآنية التي تستخدم من أجل "هبوط ناعم" لا تكفي لحمل ثقل الأعباء الضخمة التي يتحملها اقتصاد تُنهكه آلياته نفسها.
ومن الناحية العملية، فان الهبوط مستمر. ومع الضخامة، فإن الإرتطام عندما يأتي سيكون مدويا أكثر.
وهذا ما يتنبأ به هذا الكتاب. وهذا ما يقدم له مؤلفه الكثير من الأدلة (الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية) التي تكشف عن الطبيعة البنيوية المتأصلة للخل الذي يؤدي الى انهيار مكانة الولايات الولايات المتحدة كقوة عظمى.
ومثلما شهد التاريخ نهاية عدة إمبراطوريات من قبل، فنحن إنما نشهد الآن نهاية إمبراطورية أخرى.
وهذا الكتاب واحد من الأعمال المهمة التي تفتح أمام أعين صانع القرار أفقا لا بد من رؤيته واحتساب الحساب له.
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق