• اخر الاخبار

    9/18/2015

    صراع النبؤات


    مانشهده اليوم من احداث متلاحقة ما هو الا سياسات عالمية لصناعة عملية متجانسة من النبؤات التى ذكرت في الكتب والنصوص المقدسة, الامر الذي اجبر محور المقاومة على اتباع النهج نفسه عسى ان تكون مدخلا للخلاص النهائي, وذلك بتبنى انتصارات في دمشق وغيرها من المحافظات, واخفاقات في معارك اخرى تماشيا مع نبؤات ذكرت في عصر الظهور (المهدي) امثال موقع الأعماق (الحدود السورية التركية- حلب), وموقعة الوادي اليابس (جنوب سوريا-درعا), التى ارى انها ليست مصادفة او فشل, بل خطة ممتازة لا تتعارض مع الخطة الالهية. وهنا تفسير ورد عن أبي منصور البجلي الذي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن اسم السفياني. فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس ...... الى آخر الحديث. اضافة الى شرح الكور الخمسة التى تخضع لتأثيرات السيطرة العامة وليست الخاصة لراية الأبقع، وهذه الكور هي بالتحديد دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب التي تسمى بقنسرين ودرعا التي يشار إليها بلفظ الأردن، والقنيطرة التي يشار إليها باسم فلسطين

    في المقلب الاخر, استطاع الغرب تهيئة الارضية الخصبة لزعزعة امن واستقرار سوريا, وتحقيق نبؤة دينية ضمن النص الديني من سفر اشعياء الذي يقول: ( وحي من جهة دمشق: هوذا دمشق (سوريا) تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم, مدن عروعير متروكة. تكون للقطعان، فتربض وليس من يخيف, ويزول الحصن من أفرايم والملك من دمشق وبقية أرام. فتصير كمجد بني إسرائيل، يقول رب الجنود ), اضافة الى النص الديني الاخر من كتاب عاموس الذي يقول: ( هكذا قال الرب: من أجل ذنوب دمشق الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه, لأنهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد, وأكسر مغلاق دمشق، وأقطع الساكن من بقعة آون، وماسك القضيب من بيت عدن، ويسبى شعب أرام إلى قير ), ( هكذا قال الرب: من أجل ذنوب غزة الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه، لأنهم سبوا سبيا كاملا لكى يسلموه إلى أدوم, فأرسل نارا على سور غزة فتأكل قصوره, وأقطع الساكن من أشدود، وماسك القضيب من أشقلون، وأرد يدي على عقرون، فتهلك بقية الفلسطينيين ), ( هكذا قال الرب: من أجل ذنوب صور الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه، لأنهم سلموا سبيا كاملا إلى أدوم، ولم يذكروا عهد الإخوة, فأرسل نارا على سور صور فتأكل قصورها), وتبدو الخطة التى تهاجم فيها سوريا وغزة وجنوب لبنان واضحة في تفاصيلها العقائدية دون زيادة او نقصان, وهو ما يسعي اليه مراكز الفكر الغربية لتحديد سلوك اتباعهم من المتدينين

    هنا ترى ان جميع ما يحدث على ارض بلاد الشام التاريخية من احداث مفبركة ما هي الا رسائل مباشرة وغير مباشرة للشارع المتدين في اوروبا واميركا الشمالية انه زمن عودة المسيح وما يفصلنا عن هذا الحدث التاريخي هو اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لاجتياح بلاد الشام بخطة تسعي لتنفيذها القيادة الانغلوساكسونية تحاك من عدة مؤامرات تجمع فيها كل الخيوط لتحقيق النبؤة التى تجمع محور الشر المتمثل بالخطر السوري, العراقي, الأيراني, والعربي الأسلامي من جهة, مع أتباع يأجوج ومأجوج اي روسيا والصين في جبهة موحدة

    يقابلها محور الخير المتمثل بأميركا وأسرائيل وأوروبا ومن لف لفهم, ليكون مخطط قيام الحرب العالمية الثالثة المدمرة, التى هي في الأصل ما تعرف بالمعركة الكبرى, أو معركة الأرمجدون, الممهدة لعودة المسيح(ع), والتى تسفر عن مصرع الغالبية العظمى من سكان الارض في ساحة المعركة, على ارض منطقة الشرق الأوسط

    الضغط السياسي والعسكري الذي نعايشه اليوم هو في الحقيقة نهج يسبق اجتياح اسرائيل من ملوك الشمال (سوريا ولبنان) الذين ذكرتهم اعلاه في محور الشر, والذي سيتسبب بجمع محور الخير المسيحي-اليهودي الغربي, ولكلا الفريقين لا يمكن الخلل بتلك المعادلات وهذه التركيبة حتى اشعار اخر

    ما يدور بخلد المفكرين المسلمين وحلفائهم الروس, والصين من خلفهم اليوم هو ان في سوريا والعراق واليمن ولبنان جيوش وشعوب وحشود شعبية تمتلك عشرات ملايين الجنود, ومن يعتقد ان عملية الاستنزاف ذاهبة لمصلحة اميركا وحلفاءها فهو واهم, وعلينا ان نتعايش مع الاستماع للتضخيم الإعلامي اليومي على شاشات التلفزة لان المعارك في سوريا ستواصل جولاتها بين كر وفر, وبين تقدم هنا وتراجع هناك لاجل غير مسمي، وفي الوقت الذي يظن فيه الأميركي ومن معه انه استنزف محور المقاومة, فأن الحقيقة مغايرة لهذا لأن سوريا ومن معها تستنزف الفريق الأميركي حتى يسقط ورقة التوت عنه (المرتزقة), ليتزامن هذا مع اسقاط الدعم الشعبي في الداخل الاميركي وخارجه, خاصة عند المغرر بهم في الدول العربية, تماما كما تم استنزفت المقاومة ورقة التوت الإسرائيلية في جنوب لبنان, وهنا اقصد جيش لحد، عندها فقط ستجد أميركا أن خزانها البشري من المرتزقة قد استنزف, ولم يعد بالامكان الحصول على مرتزقة جدد, ولا بد لها من المواجهة دون جيوش بديلة التى تقوم بالحروب نيابة عنهم, هنا ستجمع معها كل من التحالف السري لدول الانغلوساكسون وبعض الدول الاخرى التابعة لحلف الناتو تمهيدا للمعركة الكبرى

    حتى تاريخ بداية هذه المعركة الكارثة, يجد المفكر الغربي ان الخوف والرعب يجعلنا نتبع ما يفرض علينا من معارك وخطوات ومراسيم اجتماعية واحداث عنف وجريمة يراد منها مجتمعة ان تكون حجر الاساس لرسم مستقبلنا وانحداره نهائيا, ,يمكننا القول ان الغرب استطاع قيادتنا نحو الجنون واحراجنا واجبارنا على الشعور بالخجل بعاداتنا وتقاليدنا وديانتنا وحتى بانفسنا, حتى اصبحنا نلوم الله على فشلنا هذا, دون توجيه الاصبع والقول ان هذه القيادات السياسية والدينية الفاشلة هي صنيعة الغرب, الذي كان هدفه هو صناعة الفشل في المنظومة الكاملة لحياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية , اتباع النهج الديمقراطي الذي يبنى على افكار متعددة تاتي بالويلات على البلاد والعباد, قرء المفكر الغربي الكتب السماوية واجتهاداتها بتمعن, فجعلوا منها سيناريو طويل من الحروب القاسية والقتل والفوضي والاوبئة لسيطرة على العالم عبر اختراع الاحداث المفبركة وتحقيق النبوءات, واستطاعوا من خلالها ضمان الراى العام العالمي لجانبهم بحجة انها احداث خارج عن اطار السيطرة, وهو ما سنشهده ارتفاعا ملحوظا حتى عام 2022 تاريخ انطلاق حرب الارمجدون

    للحصول على دعم غربي شعبي من المتدينين, استطاعت حكومات الفساد الاميركية المتعاقبة من استعمال كلمات وشعارات دينية مباشرة تتعلق بمفهوم النصر الالهي امثال اسرائيل, شعب الله المختار, محور الشر, دفاعا عن امن اسرائيل, وغيرها من التعابير الرنانة فقط لضمان دعم شعبي واسع لضرب اي دولة في العالم ترفض الرضوخ للنفوذ الغربي وابتزازه العنصري

    في المستقبل القريب جدا سيدفع العرب والمسلمين اثمان غاليا ثمن انتقالهم للعيش على اراضي الدول الغربية, فبعدما هرب الاجداد والابناء من بلدانهم الأم بسبب الحروب التى كانت صناعة الدول الغربية بالتحديد, سياتي دور الابناء للعودة مجددا الى الوطن الأم لاحتلالها ولتحريرها من الديكتاتوريات والتخلف باسم الديمقراطية والحرية الغربية, وذلك عندما سيتم اصدار قرار التطوع الاجباري لخدمة العلم قبل وخلال الحرب العالمية الثالثة, وسينتهي هذا الحلم الغربي عندهم بكارثة, تماما كما فعل قسم من هؤلاء الأبناء عندما عادوا الى اوطانهم الأم واحتلوا مراكز صناعة القرار فيها بدعم اميركي, امثال ال سعود وال نهيان وغيرهم من الدمى العربية الاخرى التى لا ترتقي لاكثر من رتبة عميل, وتم تجيير ثروات واقتصاد تلك الدول لخدمة سيدهم الاميركي-البريطاني

    من خلال وسائل الاعلام العالمية تقبلت الشعوب الغربية والعربية افكارهم الشيطانية, اولا بمهاجمة العراق على اسس عقائدية يهودية تعتمد على اشاعة ان صدام حسين كان يسعي لاطلاق مشروع مملكة بابل الجديدة, وحاليا يتم صناعة منظومة عسكرية مهمتها تدمير سوريا بأعتبارها ارض ملوك الشمال التى تسعي لمهاجمة ارض شعب الله المختار في فلسطين, تلك الحروب التى لم تنتهي حتى الان ظنا من بعض قادة المخابرات الانغلواسرائيلية المتدينة انهم بتلك الحروب الاستخباراتية الاستباقية يضعفون نواة وقدرات قوى محور الشر بدفع ابناءه لتقاتل فيما بينهم, بينما ابناء المنطقة العربية مغيبين عن تلك الحقائق بسبب شاشات التلفزة المنافقة والاعلام الماجور التى تقود العالم العربي ضمن اطار طائفي ومذهبي, وهو الاعلام نفسه الذي يقدم بريطانيا واميركا على انهم دولة علمانية لا يملكون اجندات دينية عابرة للازمنة والدول, فعمليات تدمير الاديان والشرائع والاعراف الانسانية والدساتير القديمة قائمة على قدم وساق, كيف لا وقد اصبحت اميركا والدول الانغلوساكسونية بحاجة اكثر من اي وقت مضى لحرب عالمية ثالثة, وهو مخطط سابق وقديم لتقليص عدد سكان الارض, والانتهاء من مفاهيم السيادة والاستقلال الخاصة بالدول بعدما اصبحت اميركا الدولة الاكثر مديونية في التاريخ, وللخروج من هذه المأزق يجب تقليص عدد الدائنين لحل مشاكل متعددة بحرب نهائية وواحدة

    منذ مدة طويلة حدد قادة الانغلوساكسون لدمي الخليجية والاردنية وبعض العرب اهدافهم بتدمير دين محمد (ص) من الداخل, وبسبب حصول البعض منا على اموال الرشاوى منهم, ومجاملة البعض الاخر لهم ادى هذا الى النفاق الى الخلل التى نعيشها اليوم, وهذا النفاق يجب الا يستمر بعد اليوم, لان الحقيقة هي ان الغرب يرى فينا جنود سخروا لخدمتهم, فيعتمدون على المقولة التى تقول ارسل رجال ميتون للقيام بمهام الموت نيابة عنا, فعدونا يستطيع التلاعب بالوقت والتوقيت والافكار والمخططات, وقد ساعدهم بهذا ما يسمي الطبقة المثقفة عندنا الذين تسيدوا المؤسسات الاعلامية, وهيمنوا على افكار الراى العام العربي والمحلي, وجعلوا منه احزاب وقبائل وعشائر, كما جعلوا من كل حرب او معركة موضوع بحث منفصل عن سابقه, لكي لا نعي ما يحدث من حولنا, فأضعاف الشعوب يبدء من تبعية القوى السياسية والاقتصادية والامنية والاعلامية المحلية للخارج, نحن ضعفاء بسبب تلك الظروف المصطنعة بتقبلنا لاشخاص صنيعة الخارج ليكونوا قادة واسيادا علينا

    لن تتوقف تلك المعارك التى بدءات في سوريا عام 2011 حتى يتم الدخول الى الاراضي الفلسطينية من جهة الشمال, وبتحديد الى الجليل (لبنان) والجولان وبحيرة طبريا (سوريا), مع المحافظة على وضع الكور الخمسة بيد انصار ما يعتقد انه السفياني, حتى بداية الحرب العالمية الثالثة, وكل ما يحكي عنه على شاشات التلفزة من تسوية هنا, وحسم هناك بعيد كل البعد عن الحقيقة, وما هي الا امنيات وتوقعات منجميين, لان غالبية من يتكلم على شاشات التلفزة تجهل الاستراتيجيات والخطط الموضوعة حيز التنفيذ, من قبل قادة الغرب, هؤلاء القادة الذين امتهنوا اللعب على المتناقضات والاحاسيس والسلوك العامة ضمن اطار العلوم النفسية وتتداعياتها.



    مراجع :
     -الكتاب المقدس-العهد القديم-سفر إشعياء الفصل / الأصحاح السابع عشر
    -الكتاب المقدس - العهد القديم-سفر عاموس-الفصل / الإصحاح الأول
    -أرمجدون/ar.wikipedia.org/wiki
    -Charles H. H. Dyer (Author) _ The Rise of Babylon
    -en.wikipedia.org/wiki/British_Israelism
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صراع النبؤات Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top