• اخر الاخبار

    4/01/2015

    عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية العرب

    عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية العرب


    نسبه:
    هو عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم بن هصيص بن كعب.. حيث يلتقي نسبه من جهة أبيه العاص مع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولادته ونشأته:
    ولد عمرو بن العاص ونشا في سهم، فهو ينتمي إلى أسرته الكبيرة إلى بطن من كبار بطون قريش، حيث كانت لهم السيادة والريادة في كل أمر. ولقد كان العاص بن وائل من ذوي اليسار، فهو يملك تجارة بين الشام واليمن، ويهيئ نفسه على الدوام لرحلة الصيف ورحلة الشتاء، ومن هنا كانت المفاخرة عند عمرو بأبيه والاعتزاز بقبيلته، فهم أصحاب مجد وسيادة في كل أمر، فالعاص بن وائل السهمي القرشي كان من حكام العرب، يحتكم إليه في الخصومات والمنازعات، وهو مشهور بسداد الرأي والصواب في الأمر. عاش عمرو بن العاص رضي الله عنه في جاهلية حمقاء، امتدت إلى أن بلغ الخمسين من عمره، شاهد فيها ما شاهد وعرف فيها ما عرف، فكانت تبدو خالية من المعاني الأصيلة للحياة، إلا من ذكاء وقاد، وعزيمة جسورة، ولسان ماض، وأن كل ذلك أفاد حياته الثانية الإيجابية ذات الجانب النير التي أمضاها في الإسلام. تزوج عمرو بن العاص وهو الفتى الناشئ الغض، فأنجب عبد الله، ومن ثم فقد استقل عمرو في عمله ومعيشته بعد زواجه

    إسلامه:
    يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه عن إسلامه: "لقد جمعت رجالا من قريش بعد منصرف الأحزاب من الخندق، فقلت لهم: إني لأرى أمر محمد يعلو علوا في الأمور منكرا، وإني قد رأيت أن نلحق بالنجاشي، فنكون عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فلأن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وان يظهر قومنا، فنحن ممن قد عرفوا، فلا يأتينا منهم إلا خيرا" فقالوا: إن هذا الرأي أريب، وأمر سديد. قلت: فاجمعوا ما يهدى له، وكان النجاشي أحب ما يهدى إليه من أرضنا "الأدم" فجمعنا له أدماً كثيرا، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، وبينما أنا عنده، إذ جاء عمرو بن أمية الضمري من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد بعثه في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري، لو دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه إياه، وضربت عنقه، لرأت قريش أنني أجزأت عنها، وذلك حين أقتل رسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم للنجاشي.. فدخلت على النجاشي ثم قلت: أيها الملك، إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطينيه لقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وأخيارنا..!؟ فغضب النجاشي غضبا شديدا، حتى مد يده فضرب به أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فقلت أيها الملك: لو ظننت أنك تكره ما سألتكه. فقال النجاشي: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام، وذلك كي تقتله؟ فراعني ما سمعت منه، فسألته أيها الملك: أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا عمرو، أطعني واتبعه، فإنه والله على حق وصدق وليظهرن على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده ثم بسط يده فبايعته على الإسلام. وكان ذلك الأمر على الأرجح في السنة الثامنة للهجرة.

    إمارته على مصر: 
    لقد أشار عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى فتح الديار المصرية، وقام بعون من الله تعالى بفتح البلاد، وبنصر من الله تعالى تم الفتح والتأمين والتمكين، وعلى نحو لم يسبقه إليه أحد من الفاتحين، ولفطنته وحدة ذكائه لم يغفل عن حدود البلاد، وخاصة الأطراف المحتمل أن يأتي منها الخطر، وهي حدود الغرب والجنوب، وقد توجه إلى فتح المغرب حتى توقف عند تونس، وسير الكتائب إلى مصر من الجنوب، ولهذا كله فقد أنصفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأحسن إليه الجزاء، وذلك بتوليته على مصر وتنظيم شئونها.

    وفاته:
    ها هو عمرو بن العاص رضي الله عنه صاحب الفؤاد المتوهج بنوازع الحياة والذي لا يسأم العيش يوما، وقد جاوز التسعين من العمر، وقارب المائة إلا سنين، وها هي الآلام قد بدأت تسيطر على جسده، فبكى نفسه اسفاً على الحياة التي أمضاها قبل الإسلام، وها هو ينادي أبناؤه، ويقول لهم: إذا واريتموني فاجلسوا عند قبري، قدر نحر جزور، وتفصيلها، كي أستأنس بكم حتى أعلم ما أراجع به رسل ربي.. وتوفي رحمه الله تعالى، وذلك كما روي يوم الاثنين من عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين للهجرة، ودفن إلى جانب ضريح الإمام الشافعي، القائم إلى الآن في مصر.

    رضي الله عنه وأرضاه
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية العرب Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top