• اخر الاخبار

    5/23/2015

    تدمر..من مملكة زنوبيا إلى وكر لتنظيم"داعش"

    تثير سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تدمر أو "لؤلؤة الصحراء السورية" المخاوف من قيام مقاتليه بتدمير المدينة التي يمتد تاريخها إلى عصور مغرقة في القدم، والتي تعد شاهداً مهماً في تاريخ منطقة الشرق الأوسط. 

    تدمر..من مملكة زنوبيا

    تعرف مدينة تدمر الأثرية التي باتت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية، المعروف إعلامياً بـ"داعش"، بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها. وتعد المواقع الأثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، واحدة من ستة مواقع سورية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية.

    وتتوسط آثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كلم شمال شرق دمشق، بادية الشام. وقد ظهر اسمها للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير.

    واحة النخيل وسط الصحراء 
    لكن تدمر شهدت أوج ازدهارها إبان الغزو الروماني بدءا من القرن الأول قبل الميلاد وخلال أربعة قرون متلاحقة. وباتت تعرف في اللغات الإغريقية واللاتينية باسم "بالميرا" المشتق من معنى النخيل باللغات الأجنبية. وقد ذاع صيت تدمر بوصفها واحة خصبة وفاخرة في وسط الصحراء، بفضل ازدهار تجارة التوابل والعطور والحرير والعاج من الشرق، والتماثيل والزجاجيات من فينيقيا.

    في عام 129، منح الإمبراطور الروماني ادريان تدمر وضع "المدينة الحرة" وعرفت آنذاك باسمه "ادريانا بالميرا". وفي هذه المرحلة بالتحديد، تم بناء أبرز معابد تدمر كمعبد بعل (بل) وساحة اغورا. وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر).

    مملكة زنوبيا 
    واستغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان قيام مملكة تمكنت من هزم الفرس وباتت زنوبيا ملكتها. واحتلت زنوبيا عام 270 بلاد الشام كلها وجزءا من مصر ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان تمكن من استعادة السيطرة على تدمر واقتيدت الملكة زنوبيا إلى روما، فيما انحسر نفوذ المدينة.

    وقبل اندلاع النزاع السوري في منتصف شهر آذار/ مارس 2011، شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة إذ كان يقصدها أكثر من 150 ألف سائح سنوياً لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، تعرض بعضها للنهب أخيراً، بالإضافة إلى قوس النصر وحمامات ومسرح وساحة كبرى.

    تدمر..من مملكة زنوبيا

    وأدت الاشتباكات التي اندلعت بين قوات النظامية وفصائل المعارضة السورية بمختلف أطيافها في الفترة الممتدة بين شباط/ فبراير وأيلول/ سبتمبر 2013 إلى تدمر إلى انهيار بعض الأعمدة ذات التيجان الكورنثية.

    وكان عدد سكان تدمر قبل سقوطها، وفق محافظ حمص طلال البرازي، أكثر من 35 ألف نسمة، بينهم نحو تسعة آلاف نزحوا إليها منذ بدء النزاع العسكري قبل أربعة أعوام. لكن العدد يرتفع إلى سبعين ألفا مع الضواحي.

    وأثار سقوط تدمر بيد "داعش" قلقاً في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي عام، لا سيما وأن للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى سيطر عليها لا سيما في مدينة الموصل العراقية.

    وفي هذا السياق، عبرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) الأربعاء (21 مايو/ أيار 2015) عن "قلقها الشديد" إزاء سيطرة "داعش" على أجزاء من مدينة تدمر ودعت إلى وقف "فوري" لإطلاق النار.

    وقالت ايرينا بوكوفا في بيان "أنا قلقة جداً إزاء الوضع في موقع تدمر. المعارك تعرض أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط والسكان المدنيين فيه للخطر". وأضافت "اكرر ندائي لوقف فوري للأعمال الحربية في الموقع" المدرج ضمن التراث العالمي للإنسانية. وطلبت من "المجتمع الدولي أن يبذل كل ما بوسعه لحماية المدنيين وحماية تراث تدمر الثقافي الفريد".

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    قام مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب. 

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    نشر تنظيم "داعش" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

    تدمُر.. ضحية جديدة في حرب "داعش" على التاريخ

    استهدف تنظيم "داعش" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: تدمر..من مملكة زنوبيا إلى وكر لتنظيم"داعش" Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top