• اخر الاخبار

    8/02/2015

    أين نحن عن أبناؤنا ؟

    أين نحن عن أبناؤنا ؟

    أبناؤنا فلذات أكبادنا حاضرنا ومستقبلنا يسيرون إلى الهاوية، كيف لا وكل شيء حولهم يدفعهم ويجرهم جرا إلى الانحراف وإلى الفساد!!
     
    ماذا نقول وقد سلّمنا مقاليد التربية برضا أو بغصب لأجهزة مدمرة شأنها تضليل القيم وتشويهها، وجرف أبنائنا إلى متاهات الضياع.

    فمواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت والقنوات الفضائية والبرامج والإعلام الموجهون لأبناؤنا وغيرها الكثير والكثير من الأشياء صارت هي مصدر التربية وحلّت محل الأهل والمدرسة للولد والبنت!!

    ولن نحكي عن جرعات الفساد وكمياتها التي تدخل عقول أبنائنا وبناتنا وتلهو بعواطفهم، وتعبث بمعتقداتهم وتلوث أفئدتهم وعقولهم وتسلبهم برائتهم وانسانيتهم، فكلنا بتنا نعرف أضرار هذه التقنيات وما فيها من جرعات مدمرة يزرعها العدو فيقبل عليها أبناء المستقبل ويتجرعونها بمعرفة الأهل وأحيانا بموافقتهم!!

    إن تربية الأبناء مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة، فهم زينة الحاضر، وتاريخ المستقبل، وهم رجال الغد وبناة المجد، فحينما تتكامل مؤسسات المجتمع بدءاً من الأسرة والمدرسة وتستشعرعظم المسؤولية لأجل إعداد جيل قادر على الصعود إلى قمة المجد في شتى صنوف المعرفة، فحقاً سنتبوأ القمة بين الأمم ، أما حين نغفل هذه المسؤولية ولانهتم بها ونترك التربية الحقة للأبناء على القيم الإنسانية ونوكل بالتربية غيرنا من الخدم والسائقين الأجانب والشاشات التقنية والمحطات الفضائية فلا شك أننا سنعرف مذاق الحسرة والندم حينما نرى غيرنا تسطر أجيالهم الحضارات وتزداد الحسرة حينما نكون نحن من فرط في البناء والتقويم.

    أبناؤنا تواجههم في الحياة صعوبات وتحديات وهم بحاجة إلى من ينير لهم الطريق ويقودهم إلى السلام، أبناؤنا يملكون الجهد والوقت والذكاء والفطنة وهم بحاجة إلى مؤسسات ترعاهم وتنتج منهم الأفكار والاخترعات.
    إن الزمن الذي يعيش فيه أبناؤنا اليوم غير الزمن الذي عشنا فيه. فهل حقاً قدرنا الفرق بين الزمنين وأوجدنا التربية القادرة على الاستفادة من متغيرات الزمن في صالح أبنائنا ؟

    كلنا أصبحنا ندرك مدى الخطر الذي صار يحيق بنا دون أن نجد له رادعا أو مهلكا، فما العمل؟ وكيف الطريقة للنجاة بأبناء الأمة والخلاص بهم مما هم مقبلون عليه؟

    سؤال كثيرا ما يتردّد في صدورنا، وفي صدور كل الغيورين على هذا الدين وعلى أبنائه، ولكن، هلا وقفنا وتكاتفنا وفكرنا بصوت عال وبطريقة جماعية لتحويل مسار الأولاد ووضعهم على الطريق الصحيح؟

    قد يتساءل البعض كيف لنا ذلك؟ وكيف نجتمع والأمة الإسلامية مفرّقة وممزّقة؟

    الحل والجواب، تربية أبنائنا واجتماعنا على منهج واحد قويم سليم سيكون سببا في وحدتنا وإعادة لحمتنا.
    والمنهج الذي علينا اتباعه في التربية والتعليم وإنشاء الجيل الصاعد نشأة نتمناها ونحلم بها، هو منهج وشرع ديننا الحنيف الذي ارسلة الله على يد رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    فهلا يا احبتنا في الله و إخواننا الكرام، هلا اتحدنا وعملنا معا على وضع خطة تعديل في أساليب التربية وطرقها لنحيد أبناءنا عن رذائل الغرب وقيمهم المنحلة، تلك التي يتعرفون عليها ويتعلمونها ويتبعونها عبر الانترنت والقنوات الفضائية الموجهه لهم وقنوات التواصل الاجتماعي؟
    هلا إخوتنا في الله صحونا من غفلتنا وتعمقنا في قيمة الامانه والرسالة التي تنوء بها عواتقنا؟

    تلك الرسالة التي حمّلنا إياها الله تعالى ، وجعلها أمانة في أعناقنا، ألا وهي أبناؤنا، نعم، أبناؤنا هم أمانة في الأعناق سنحاسب عليها يوم القيامة، فهلا أحسنا إلى هذه الأمانة وأعددناها الإعداد الصحيح لتحمل عنا رسالة الإسلام ؟

    ما علينا – إخوتنا المربين – إلا اتباع خطّة جماعيّة نتخلّص بها من خناق الغرب ونعمل بها على مساعدة أولادنا ومعالجتهم من الجرعات التي سرت في دمائهم بطرق لا تقل حضارة عن الطرق التي يزعم الغرب أنه يقوم بها، وهذا الأمر ليس بالأمر السهل، لكنّه ليس بالمستحيل، فمازال أمامنا فرصة لانقاذ جيلنا الصاعد، ولنفكر معا بكيفية الإنقاذ.

    علينا وقبل أيّ شيء أن نعرف أنّ جيل أولادنا يختلف عن جيلنا، لذا ، لا يمكننا أن نعاملهم وأن نربيهم كما تربينا، فهم جيل الحاسوب والفضائيات والانترنت وغيرها، جيل يفهم بالتكنولوجيا أكثر مما نفهم.

    لذا، وللتقرب منه واستقطابه علينا أن نخاطبه بما يفهم، ونتعامل معه بالعقل والحجج، ونعمل على اقناعه بما نريد بأن نقرب له المفاهيم.
    وهذا يتطلّب جهدا وعناية ودراسة، وعلينا جميعا أن نجنّد كل طاقاتنا لذلك، فالأمر ماعاد يحتمل التاجيل والتراخي والتأخير، الأمر خطير ان تركناه، فكيف يمكننا تجنيد طاقاتنا، ومن المعنون بذلك؟

    كلنا، كلنا مسؤولون لانقاذ أبنائنا، كلنا، كل أم وكل أب، كل مدرس وكل مدرسة وكل مسئول وكل قريب، كلنا علينا أن نتفق بأن نجعل نصب أعيننا أولادنا، فعلى الوالدين أن يكونون قريبين من ابنائهما، أما وأبا وأختا واخا وصديقة وصديق، لكي نعمل على استقطاب ثقتهم ونصبح مخزن أسرارهم، دون أن نشعرهم باننا والدين كوالدينا التقليديين، وبهذا نكون على مقربة منهم ونعرف ماذا يفعلون، ويمكننا أن نسوق لهم النصيحة بطريقة لا تشعرهم بأنها مقصودة، وهذا طبعا يتطلب من الوالدين الكثير من ضبط النفس.

    أبناؤنا،صفحات بيضاء قابلة للكتابة فمَنْ يمسك القلم وياترى ماذا سيرسم ؟ أبناؤنا مزارع طيبة للزراع، فمن الزارع وماهي الثمرة ؟

    كلنا أمل أن نعمل على تربية جيل تكتمل فيه الأخلاق مع المعرفة والعطاء والحكمة مع قوة الايمان، ولن يأتي ذلك الجيل إلا بالعمل والتكامل والتكاتف.
    فلنقف يا احبتنا في الله…أمام معلم البشرية…ومربي الإنسانية… خاشعين…صامتين…متأملين عندما قال صلى الله عليه وسلم: (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
    أيها الآباء وأيتها الامهات وايها المدرسين وايتها المدرسات وجميع المسئولين فلنضع ايدينا في يد بعض فلازالت لدينا فرصه فلنغتنمها ولنربي جيلا يرفع هاماتنا عاليا ويرفع راية الاسلام.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويا اخوتنا في الله ان اصبنا فمن الله وان اخطانا فمن انفسنا والشيطان نعوذ بالله منه ومن شرور انفسنا… لا إله الا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: أين نحن عن أبناؤنا ؟ Rating: 5 Reviewed By: Saad
    Scroll to Top