ماذا تعرف عن النجوم فائقة السرعة ؟

تجتاز بعض النجوم المجرة بسرعات عالية تصل إلى نحو 700 كلم / ثا (سبعة أضعاف سرعة النجوم المعتادة). وهي تأتي عادة من مركز المجرة.

لكن فئة جديدة من هذه النجوم اكتشفت مؤخراً. فمسار بعض هذه النجوم فائقة السرعة يشير إلى أنها لا تأتي من قلب المجرة. اكتشف هذه النجوم لورن بلادينو Lauren Palladino وفريقه من جامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة. 

كان جاك هيلز Jack Hills الفلكي الأمريكي قد تنبأ بوجود هذه النجوم الفائقة السرعة القادرة على التحرر من جاذبية المجرة في عام 1988، حيث افترض أن نجما من منظومة نجمية ثنائية يمكن أن يكتسب مثل هذه السرعة عند مروره قرب ثقب أسود في قلب المجرة، فيمتص الثقب الأسود النجم الثاني في حين يفلت هو بسرعة كبيرة بعد أن تنتقل له نسبة من كمية حركة النجم المُبتَلَع. وكان أول هذه النجوم قد اكتشف في عام 2005 على يد وارين براون Warren Brown وزملائه في مرصد Smithsonian في كامبريدج. واكتشف منذ ذلك الوقت 18 نجما آخر فائق السرعة في المجرة. 

 لكن لورن بلادينو اكتشف بدراسة المسرد الخاص بالنجوم SEGUE ، (Sloan Extension for Galactic Understanding and Exploration )، وهو فهرس يحصي نحو 240000 نجماً في ثلاثة أبعاد. وانتقى النجوم من نمط الأقزام الصفراء (مثل الشمس) والبرتقالية التي ترتحل بسرعة أعلى من 600 كلم / ثا، وبعد حذف النجوم التي هناك ريبة كبيرة حول سرعتها، تم انتقاء نحو عشرين نجماً من نمط الأقزام فائقة السرعة. 

وكانت المفاجأة أن مسار هذه النجوم يشير إلى أنها لا تأتي من مركز المجرة، وهذا يعني وجود آلية تسارع مختلفة أدت إلى اكتسابها للسرعة غير الثقب الأسود في قلب المجرة. هناك سيناريوهات كثيرة لتفسير ذلك. أحدها أن تكون سرعتها ناجمة عن تسريع ثقب أسود في مجرة أخرى واجتازت الفضاء الكوني لتصل إلى مجرتنا. لكن مسارات هذه النجوم تستبعد أن تكون آتية من مجرة المرأة المسلسلة القريبة من مجرتنا. وهناك آليات أخرى ممكنة عبر تفاعلات في قلب حشود كروية أو مجرات قزمة تدور حول مجرة درب التبانة، يمكن أن تكون هي السبب.

 وأخيرا يمكن أيضا لهذه النجوم فائقة السرعة أن تكون ناشئة عن منظومات نجمية مزدوجة انفجر فيها أحد النجمين بشكل سوبرنوفا دافعا النجم الآخر. في كافة الأحوال، فإن هذه الآليات لا بد أن تكون قد طبعت بأثرها التركيب الكيميائي لهذه النجوم. ليفتح هذا الاكتشاف باب دراسات جديدة أمام علماء الفيزياء الفلكية لمعرفة تركيب هذه النجوم وأصول سرعاتها.

8:07 ص